27‏/10‏/2012

محمد أمين حاج سعيد: تفعيل التنمية السياحية مرهون بتشجيع الاستثمار وتحيين المسارات القديمة



أكد كاتب الدولة المكلف بالسياحة محمد أمين حاج سعيد، أول أمس أن تفعيل التنمية السياحية سيما في مناطق الهضاب العليا والجنوب، مرهون بتشجيع الاستثمار في القطاع، وتحيين المسارات السياحية القديمة.
وأبرز حاج سعيد، في تصريح إعلامي على هامش أول زيارة ميدانية قادته إلى ولاية النعامة لتفقد قطاعه، بعد توليه منصبه الجديد، الأهمية التي توليها الدولة لإنعاش قطاع السياحة من خلال وضع العديد من التحفيزات لتشجيع المحترفين ورجال الأعمال على الاستثمار في هذا القطاع سيما بمنطقة الهضاب العليا والجنوب، ومنها منح الامتياز للمستثمر لمدة ١٠ سنوات مقابل دينار رمزي، على أن يقوم بدفع ٥٠ بالمائة في السنة الحادية عشر من حق الامتياز.
وشدد كاتب الدولة المكلف بالسياحة، على ضرورة بعث المسارات السياحية التي كانت معمول بها في سنوات السبعينات، حاثا بالمقابل المحترفين على خلق مسارات سياحية جديدة تتماشى ومتطلبات السائح الجزائري المعاصر مع إعطاء الأولوية للسياحة الداخلية وخاصة تلك الموجهة الشباب.
وسمحت زيارة العمل والتفقد لكاتب الدولة لولاية النعامة بمقاسمة سكان عسلة، فعاليات وعدة «سيدي أحمد المجدوب» وهو رجل دين وورع مشهور بالمنطقة أسهمت زاويته التي بناها أحفاده سنة ١٨٧٥، في تخريج مئات الطلبة من حفظة القرآن.
وقد أكد حاج سعيد بعد متابعته جزء من الفلكلور الذي أبدعت فيه فرق الخيالة القادمة من كل ولاية، على أهمية استغلال هذه «الوعدات» للترويج للسياحة، والتعريف بالمقومات والمنتوجات السياحية الأخرى، مبرزا أهمية التكوين في هذا المجال، وهو الأمر الذي قال أن مصالحه أعطت له الأولوية لتحسين مستوى الخدمات، وزرع الثقافة السياحية لدى المواطن، وكذا زرع لديه حب اكتشاف الوطن.
ولدى توقفه عند المحطة الحموية لحمام عين الورقة، ألح حاج سعيد على تسريع وتيرة دراسة توسيع المحطة التي تقوم بها الوكالة الوطنية للتنمية السياحية، وذلك من أجل سد العجز المسجل في هياكل الإيواء مقابل ارتفاع عدد الطلبات، كما طالب بتسخير جميع الإمكانيات للحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والاهتمام بالسياحة الحموية التي تمثل إحدى ركائز السياحة المستدامة بتلك المناطق التي تحتاج إلى تنظيم وتكثيف الحملات الاشهارية ونشاطات الترويج.
وفي هذا السياق، أكد كاتب الدولة أن ولاية النعامة تزخر بإمكانيات سياحية هامة وغير متناهية سواء في السياحة الثقافية أو الدينية، التاريخية أو الحموية من شأنها استقطاب السياح الأجانب، والجزائريين على حد السواء، ولكن هي في حاجة لمن يحولها إلى منتوج سياحي تنافسي يكون في متناول الجميع.
وببلدية تيوت، استمع حاج سعيد عند توقفه بمحطة الصخور المنقوشة، والقصر العتيق لانشغالات المهتمين بالحفاظ على المعالم التاريخية والشواهد الحضارية، كونها أحد أهم المنتوجات السياحية التي يمكن أن تستقطب العديد من السواح، وقد دعا هؤلاء إلى تصنيف المعلم الأول، وحماية الثاني من الزوال بعد أن تآكلت أغلب البنايات المشكلة للقصر.
وببلدية عين الصفراء وقف كاتب الدولة على أشغال إعادة الاعتبار لفندق مكثر والتي رصد لها غلاف يقدر بـ ٥ ملايير سنتيم، لإعادة تأثيت الفندق والتهيئة الخارجية وصيانة ودعم تلك المنشأة الفندقية التي شيدت في ١٩٧٣ بتجهيزات وترميمات تتماشى مع الطابع المحلي للعمارة القديمة لمناطق الجنوب، كما عاين منطقة «رويس الجير» ببلدية سفيسيفة التي اكتشفت فيها بقايا مستحثات هامة وعظام ديناصور آكل للأعشاب يحتفظ بالبعض منها في متحف بني بالمنطقة.